ساو باولو – تشهد الأسواق البرازيلية تزايدًا ملحوظًا في حجم المنتجات المستوردة المعروضة للبيع، ويُنظر إلى قرار الحكومة البرازيلية الأخير بإعفاء مجموعة من المواد الغذائية من الرسوم الجمركية على أنه خطوة مرحب بها من قبل القطاع، وذلك بحسب جمعية محلات السوبرماركت بساو باولو (Apas).
وتنظم الجمعية هذا الأسبوع في العاصمة ساو باولو فعاليات معرض أباس شو، الذي يضم أكثر من 900 عارض، من بينهم أكثر من 250 شركة أجنبية تمثل 22 دولة. وتحدث ممثلو الجمعية للصحافة يوم الثلاثاء (13 مايو) حول الاتجاهات الحالية في القطاع.
وقال فيليبي كيروز، كبير الاقتصاديين في الجمعية: “ما نلاحظه هو أن حجم المنتجات المستوردة ومشاركتها في السوق في تزايد مستمر، ويحرص القطاع على إدراج منتجات محددة من الخارج”. وأضاف أن هناك متاجر وقطاعات ضمن الأسواق تمتلك خبرة في استيراد أصناف معينة، من بينها المنتجات العربية.
من جانبه، أكد فابيانو بينيديتي، مدير التسويق والمبيعات وتطوير الأعمال في الجمعية، أن مؤسسته تعمل باستمرار مع السلطات البرازيلية من أجل تسهيل دخول المنتجات المستوردة إلى البلاد. وقال: “هناك عدد هائل من الشركات المهتمة بدخول السوق البرازيلية، وعلينا تشجيع هذا التوجه وتسهيل الطريق أمامها بالتعاون مع الجهات المختصة”. وأكد أن وجود منتجات مستوردة يمثل ميزة تنافسية للمتاجر، قائلاً: “امتلاك منتج نادر يمنح المتجر فرصة لكسب ولاء المستهلكين”.
وبخصوص الإعفاء الضريبي، أوضح كيروز أن القرار لا يشمل جميع فئات الأغذية، لكنه مفيد للغاية للفئات المشمولة. ففي مارس الماضي، ألغت الحكومة البرازيلية رسوم االاستيراد على مجموعة من المواد الغذائية التي شهدت ارتفاعًا حادًا في الأسعار، من بينها بعض السلع المستوردة من الدول العربية مثل السردين وزيت الزيتون، إضافة إلى اللحوم، القهوة، السكر، الذرة، البسكويت، زيت دوّار الشمس والمعكرونة.
ويرى كيروز أن الإعفاء يمثل فرصة لتعريف المستهلكين البرازيليين بمنتجات من مصادر جديدة. وقال: “على سبيل المثال، تم إعفاء زيت الزيتون من الرسوم الجمركية، ونحن نعرف جيدًا الزيوت القادمة من شمال البحر المتوسط مثل البرتغال وإسبانيا وإيطاليا، لكننا غالبًا ما نغفل الزيوت الممتازة من الضفة الجنوبية، مثل المغرب والجزائر، والتي تشهد نموًا متسارعًا في السوق البرازيلية، حتى كبرى شبكات البيع بالتجزئة بدأت بالاستثمار في هذه المنتجات”.
وأشار كيروز إلى أن هذه السياسة لا تعود بالنفع فقط على محلات السوبر ماركت، بل يصب في مصلحة المستهلك أيضًا. وقال: ” نحن نرحب بهذه الخطوة، لأنها لا تدعم القطاع فحسب، بل تمنح المستهلكين مزيدًا من الخيارات بتكلفة أقل، وتساهم في تنويع سلة الاستهلاك”. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإجراء مؤقت ويهدف إلى خفض الأسعار.
التغيرات المناخيةv
ويرى خبراء الجمعية بأن الارتفاعات في أسعار معظم هذه السلع يرتبط بتوجه آخر في قطاع التجزئة، وهو تغيّر سلوك المستهلك بسبب التغيرات المناخية. فمع اشتداد الظروف المناخية وتضرر المحاصيل، وتراجع وفرة المنتجات وارتفاع أسعارها، بدأ المستهلكون بتبديل الماركات وحتى أنواع السلع التي يشترونها.
وفقًا لدراسة أجرتها جمعية محلات السوبر ماركت بولاية ساو باولو، وعرضها السيد توماز ماشادو، الرئيس التنفيذي لشركة “سكانتيك البرازيل” (Scanntech Brasil)، فإن 95% من المستهلكين البرازيليين الذين شملهم الاستطلاع يلاحظون تغييرات في عروض المنتجات نتيجة للعوامل المناخية. وتشير الدراسة إلى أن 64% من المشترين قد استبدلوا علامة تجارية أو منتجًا بسبب ارتفاع الأسعار. وأكثر المنتجات التي تم استبدالها كانت: القهوة، لحم البقر، البيض، زيت الزيتون، الحليب، الفواكه، زيت دوار الشمس، الشوكولاتة، زيت الصويا، الدجاج، السمك، لحم الخنزير، عصير البرتقال والزيتون.
*ترجمه من البرتغالية معين رياض العيّا