ساو باولو – تتخذ شركة “بيوكلين” البرازيلية من مدينة بيلو هوريزونتي، عاصمة ولاية ميناس جيرايس، مقرًا لها، وقد أبدت اهتمامًا كبيرًا بتأسيس أعمال تجارية في الدول العربية. ومن أجل دخول هذه الأسواق، تسعى الشركة الناشطة في القطاع الصحي والمتخصصة في تصنيع اختبارات التشخيص الطبي إلى الامتثال للمعايير التنظيمية المعتمدة في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
صرح السيد مايرسون تومبسون، مدير الابتكار في الشركة، أن لكل بلد معاييره التنظيمية الخاصة، مما يجعل عملية الدخول إلى هذه الأسواق أكثر تعقيدًا وتستغرق وقتًا أطول لتلبية جميع المتطلبات المحلية. لكنه أوضح لوكالة الأنباء العربية البرازيلية بأن الشركة مهتمة جدًا بخوض هذه التجربة”.
رصدت الشركة البرازيلية على مدار السنوات الست الماضية من علاقتها مع الدول العربية فرصًا واعدة وإمكانات سوقية كبيرة في المنطقة.
وأضاف تومبسون: “بعد مشاركتنا الأولى في معرض ميدلاب الشرق الأوسط عام 2019، لم نحقق صفقات ملموسة كثيرة، نظرًا لطبيعة عملنا الذي يتطلب وقتًا لتطوير المنتجات. لكننا حاليًا نركّز جهودنا على فتح أسواق جديدة في بعض دول شمال إفريقيا”.
ويُعد معرض “ميدلاب الشرق الأوسط”، الذي يُنظم سنويًا في دبي بالإمارات العربية المتحدة، من أبرز الفعاليات الدولية المتخصصة في قطاع المختبرات الطبية، حيث يجمع آلاف الشركات من مختلف أنحاء العالم. ويؤكد تومبسون أن هذا الحدث يشكل منصة استراتيجية لشركات مثل “بيوكلين”.
ويتابع قائلًا: “عندما شاركنا لأول مرة، كان المعرض رغم أهميته لا يزال صغيرًا نسبيًا، لذا اكتفينا بإرسال موظف واحد من الشركة. وبعد ست سنوات، أرسلنا فريقًا كاملاً لتخديم جميع العملاء المهتمين بالتعرف على منتجاتنا”.
خلال مشاركتها السادسة في معرض “ميدلاب الشرق الأوسط”، في فبراير 2025، استثمرت الشركة في جناح أكبر لعرض منتجاتها وتوسيع شبكتها التجارية. وبالإضافة إلى “ميدلاب”، شاركت “بيوكلين” في مؤتمرات وطنية ودولية أخرى.
جاءت مشاركة الشركة في المعرض كجزء من مشروع (Brazilian Health Devices) الذي تنفذه الجمعية البرازيلية لصناعة الأجهزة الطبية (Abimo) والوكالة البرازيلية لتنمية الصادرات والاستثمارات (أبيكس برازيل) والذي يهدف إلى دعم صادرات قطاع المعدات والمنتجات الصحية البرازيلي.
نشأة الشركة وتطورها
تأسست شركة “بيوكلين” عام 1977 على يد أستاذ في الكيمياء الحيوية من جامعة ميناس جيرايس الفيدرالية، وكانت في بداياتها تُنتج اختبارات الكيمياء الحيوية فقط. ومع مرور الوقت، بدأت الشركة بتطوير اختبارات سريعة في علم الأحياء الجزيئي والاختبارات الجينية.
وبحسب مدير الابتكار في الشركة، تتنوع المنتجات الأكثر طلبًا لدى “بيوكلين” نظرًا لتعدد خطوط الإنتاج لديها، ولأن كمية الطلب تعتمد على المنطقة الجغرافية وفصول السنة. ويؤكد بأن: “اختبارات الكشف الأولي عن فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) ومرض الزهري تحافظ على معدلات بيع مرتفعة طوال العام”.
وتلبيةً للمناقصات الحكومية على المستوى الفيدرالي وعلى مستوى الولايات، بدأت الشركة مؤخرًا بتوجيه اهتمامها نحو قطاع الطب البيطري، إلى جانب اختبارات التشخيص الطبي البشري.
ويوضح قائلاً: “لاحظنا نموًا كبيرًا في سوق التشخيص الخاص بالحيوانات الأليفة، كالكلاب والقطط، وهو ما جعلنا نخصص له جزءًا من استراتيجيتنا الإنتاجية”.
يبلغ عدد العاملين في الشركة البرازيلية 300 موظفاً، يعملون على تلبية احتياجات السوقين المحلي والدولي. تقوم الشركة حاليًا بتصدير منتجاتها إلى دول في أمريكا الجنوبية مثل الأرجنتين والإكوادور والأوروغواي والباراغواي وتشيلي، ولديها طموح بدخول أسواق أمريكا الوسطى في عام 2025.
هذه المقالة من إعداد “ريبيكا فيتوري” بالتعاون مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية
*ترجمه من البرتغالية معين رياض العيّا