ساو باولو – خلال الأيام الأولى من ترأسه المكتب الاقتصادي والتجاري بساو باولو التابع لسفارة جمهورية مصر العربية في البرازيل، أبدى القنصل التجاري إسلام طه رغبة عارمة لتوطيد أواصر العلاقات التجارية بين مصر والبرازيل والارتقاء بها إلى أعلى المستويات مع التركيز على ضرورة إنشاء خط ملاحي مباشر بين البلدين.
اختار طه الغرفة التجارية العربية البرازيلية كوجهة لأول زيارة رسمية له بعد توليه المنصب الجديد، وقد كان في استقباله السيد ويليام أديب ديب، رئيس الغرفة، والسيد محمد مراد، نائب الرئيس للعلاقات الدولية الأمين العام، والسيدة فرناندا بالتازار، مديرة العلاقات المؤسسية. وعقب الاجتماع، خصص سعادة القنصل بعض الوقت لإجراء لقاء صحفي مع وكالة الأنباء العربية البرازيلية (أنبا) كاشفاً لها عن رؤيته وخططه المستقبلية.
بدأ إسلام طه عمله رسمياً في ساو باولو بتاريخ 16 أبريل 2025، مؤكداً أن أولوياته تنصبّ حالياً على تطوير التعاون الثنائي في ثلاثة قطاعات رئيسية: الزراعة، الأغذية المصنعة، والمنتجات الكيميائية. كما أشار إلى وجود آفاق واعدة في مجالات أخرى، أبرزها إنشاء خط ملاحي مباشر لنقل البضائع بين مصر والبرازيل، وتعزيز التعاون في مجال السياحة.
وأوضح سعادته أن هدفه الأساسي هو توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وتذليل جميع العقبات التي قد تعيق هذا التعاون. وقال لوكالة الأنباء العربية البرازيلية: “أحرص على إيصال الصورة الحقيقية لإمكانات الاقتصاد البرازيلي لرجال الأعمال المصريين، وفي الوقت ذاته، مساعدة رجال الأعمال والمستثمرين البرازيليين للتعرّف بشكل أفضل على الفرص المتاحة في مصر”. وأكد أن مساعيه تشمل تحفيز التجارة والاستثمار في كلا الاتجاهين.
وحول إنشاء الخط الملاحي المباشر، أوضح طه أنه من خلال تجربته السابقة في الصين لمس الأثر الإيجابي لمثل هذا النوع من الربط البحري لتعزيز التجارة مع مصر. وأضاف: “من المؤسف أن يصل حجم التبادل التجاري بين مصر والبرازيل إلى أربعة مليارات دولار دون وجود خط ملاحي مباشر”. ويرى أن المشروع لا يخدم فقط العلاقات التجارية بين البلدين، بل سيفتح المجال لتعزيز التجارة بين الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
فيما يتعلق بالسياحة، وهو أحد المجالات التي يعتزم طه السعي لتعزيزها، أشار إلى أن البرازيل تزخر بالوجهات السياحية المتنوعة، ولكن الكثير منها غير معروفة لدى المصريين، مضيفاً أن المسافة الجغرافية تشكل تحدياً، إلا أن السفارة تبذل جهوداً لتمكين مشروع إنشاء خط طيران مباشر بين البلدين.
ورغم امتلاكه لرؤية مبدئية حول إمكانيات نمو العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، عبّر طه عن انفتاحه التام لاكتشاف قطاعات جديدة، مؤكداً ثقته في الدور المهم الذي تضطلع به الغرفة التجارية العربية البرازيلية، بحكم خبرتها الواسعة بالسوق البرازيلية وقدرتها على تحديد فرص التعاون والعمل المشترك.
خلال لقائه بمسؤولي الغرفة، تمكن طه من التعرف على بعض أنشطة المؤسسة ومبادراتها، بما فيها منصة “إيلوس إيزي تريد” (Ellos Easy Trade) التي تم ابتكارها بهدف رقمنة عمليات التبادل التجاري بين البرازيل والدول العربية، إلى جانب الخدمات الاستشارية الدولية التي تقدمها للشركات، وجهودها المذولة لتنظيم البعثات التجارية بين المنطقتين، وغيرها الكثير من الأنشطة.
كما تناقش سعادة القنصل مع مسؤولي الغرفة بخصوص رغبته في جذب شركات برازيلية للاستثمار والاستقرار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وبخصوص زيادة عدد البعثات التجارية المتبادلة بين البلدين. وفي هذا الخصوص، اقترح السيد محمد مراد تنظيم عرض تقديمي للشركات البرازيلية للتعريف بمزايا تلك المنطقة، وذلك في إطار حوار تمهيدي سبق وأن أُجري مع إدارة قناة السويس.
اتفق سعادة القنصل وقيادات الغرفة على التعاون المشترك في عدة مجالات، من أبرزها دعم مشاركة الشركات المصرية في المعارض التجارية التي تُقام بالبرازيل. وفي هذا الإطار أشاد السيد ديب بالجهود التي تبذلها الغرفة للترويج للعلامات التجارية العربية خلال معرض “أباس” (Apas Show) المتخصص في مجال الأغذية والمشروبات، والمزمع عقده في مايو المقبل في ساو باولو، كما سلط الضوء على الفرص المتاحة أمام الشركات العربية للمشاركة كعارضين في معرض “أنوغا البرازيل” الذي أُقيم هذا العام في شهر أبريل، والذي من المتوقع تنظيم دورته القادمة بمشاركة عربية في عام 2026.
إسلام طه
قبل أن يتولى منصبه في البرازيل، شغل إسلام طه منصب سكرتير أول في المكتب التجاري المصري بالعاصمة الصينية بكين. كما سبق له العمل كسكرتير ثالث بسفارة مصر في دمشق بسوريا لمدة ثلاث سنوات حتى عام 2012. وأوضح لوكالة الأنباء العربية البرازيلية أنه لم يكن على دراية واسعة بالبرازيل قبل وصوله، غير أنه فوجئ بمدى تطور البلاد وودّ شعبها.
كما حضر اللقاء في مقر الغرفة السيدة ميلا برانداو، سكرتيرة المكتب الاقتصادي والتجاري في ساو باولو التابع لسفارة جمهورية مصر العربية في البرازيل، والسيد صالح حيدر حسن، مترجم الغرفة التجارية العربية البرازيلية.
*ترجمه من البرتغالية معين رياض العيّا
اقرأ أيضاً:
مصر رابع موردي الزجاج العالميين إلى البرازيل
مصر هي أكبر موردي البرتقال إلى البرازيل عالمياً